أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم الجمهوري رقم / 63 / لعام 2019 / سمّى بموجبه الدكتور ( عيد مرعي ) من كلية الآداب في جامعة دمشق، عضواً في مجلس الآثار .
والدكتور مرعي أستاذ في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة دمشق اختصاص تاريخ الشرق القديم ولغاته، يحمل دكتوراه فلسفة من جامعة فورتسبورج بألمانيا، وعضو لجنة تاريخ العرب بجامعة دمشق، وخبير في موسوعة الاثار السورية.
ومن مؤلفاته تاريخ بلاد الرافدين، وموجز تاريخ الشرق الأدنى القديم، واللسان الاكادي موجز في تاريخ اللغة الاكادية وقواعدها، إضافة إلى عدد من الكتب الجامعية التي تدرّس في قسمي التاريخ والآثار في كلية الآداب بجامعة دمشق.
وكان مجلس الآثار قد فقدَ عند بداية العام الجاري، واحداً من أبرز أركانه، وهو الدكتور ( محمد محفّل ) عن عمرٍ يناهز التسعين عاماً، حيث ولد في حلب عام 1928 / وحصل على إجازة في التاريخ عام 1949، وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس عام 1953.
أوفدته وزارة المعارف إلى جامعة السوربون في فرنسا لتحضير الدكتوراه في التاريخ القديم، فدرس اللغة الآرامية والتاريخ الآرامي، وانتسب إلى معهد اللوفر لدراسة اللغة الآرامية، كما درس اللغتين اللاتينية واليونانية.
غادر فرنسا عام 1956 بعدما طلبت منه السلطات الفرنسية ذلك بسبب علاقته مع الشباب الجزائريين، وتابع دراسته في جامعة جنيف في سويسرا وسجّل أطروحة الدكتوراه في التاريخ القديم بعنوان: دور الرقيق في انحطاط الإمبراطورية الرومانية.
منحته جامعة الدراسات الإسلامية في كاراتشي درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز، مع مرتبة الشرف.
ودرّس الدكتور محفّل في قسم التاريخ في جامعة دمشق اللغات الكلاسيكية والآرامية والتاريخ القديم. كما عمل أستاذا زائرا في جامعة عمّان. وأسهم في تأسيس لجنة كتابة تاريخ العرب. وترأّس تحرير مجلة “دراسات تاريخية”.
أشرف الدكتور محفّل على تنظيم ندوات ومؤتمرات سورية وعربية ودولية، وانتُخب في تشرين الأول عام 2008 عضوا في مجمع اللغة العربية في دمشق.
كان عضواً في المجلس الأعلى للآثار حتى وفاته، وقد منحه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2012 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، لإنجازاته العلمية المهمّة.
من مؤلفاته: تاريخ الرومان، تاريخ اليونان، المدخل إلى اللغة الآرامية، تاريخ العمارة، الدولة والمجتمع في المغرب.
أمّا الدكتور عيد مرعي فهو واحد من طلاب الدكتور محفّل، ولفت في كلمة طلاب الراحل، في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاته، أن الدكتور محفل كان معلماً في تاريخ الإغريق والرومان واللغات الآرامية واللاتينية والإغريقية، وكان هادياً لطلابه في تاريخ سورية القديم، وعملاقاً في نواحي الفكر والتاريخ والتربية، إضافة إلى عبقريته في قراءة الحاضر واستقراء المستقبل.
وقد اختار الباحث والمؤرخ السوري عيد مرعي تاريخ الشرق القديم ولغاته وحضاراته مجالاً لأبحاثه ودراساته، التي جاءت على شكل كتب وأبحاث، أضافت الكثير إلى المكتبة التاريخية والآثارية العربية.
كما سخّر الدكتور مرعي جهوده للتبحر في اللغات القديمة في المشرق العربي بهدف البحث في أصول اللغة العربية وتعزيز قيمتها الحضارية بين لغات العالم ، ويُعتبر كتابه ( تاريخ مملكة إبلا ) أحد أهم المراجع التاريخية التي تحكي وتوثق لتاريخ الحضارات السورية القديمة.
وزارة الثقافة اختارت تكريمه كأحد المبدعين السوريين ضمن فعاليات يوم الثقافة، وكان لهذا التكريم الأثر الكبير في نفس الدكتور مرعي، حسب ما أشار في تصريحات صحفية، بسبب توقيته الذي يتزامن مع ظروف استثنائية تعيشها البلاد بفعل ظروف الحرب الإرهابية، معتبراً أن هذا التكريم يعطيه دفعاً نحو الأمام للمزيد من دراسة الحضارة والتاريخ انسجاماً مع إيمانه المطلق بأن من ليس له تاريخ ليس له هوية، وكل ما نراه اليوم من طفرات إبداعية هي نتاج لحقب متعاقبة من الحضارة.
ولم يكتفِ الدكتور مرعي بعمله كمدرس في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، بل سار إلى جانب التدريس بخطى ثابتة في مجال البحوث التاريخية والتأليف الجامعي وغير الجامعي، فلم يكن نتاجه الآثاري المتميز ناتجاً عن فراغ، بل كان محصلة لسنوات طويلة قضاها في البحث والدراسة والتي توجت بحصوله على درجة الدكتوراه من جامعة فورتسبورج بألمانيا عام 1985.
وإثر عودته شغل الدكنور مرعي منصب رئيس قسم الآثار بجامعة دمشق، ما بين 1994-1996 ثم سافر بعلمه فقام بالتدريس في جامعات صنعاء باليمن وجدة والدمام بالسعودية، كما عمل أستاذاً زائراً في معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.
حضور الدكتور عيد مرعي في المجال العلمي، تجلى بدعوته للمشاركة في مؤتمرات وندوات دولية عن تاريخ سورية القديم، وتاريخ الشرق الأدنى القديم التي عقدت في سورية والأردن وتركيا وألمانيا.
وكان للتكريم حصة في مسيرته العلمية ففاز بجائزة محمد كرد علي بالعلوم الإنسانية من مجمع اللغة العربية بدمشق في العام 2016.
ويخصص الدكتور مرعي، بحثا خاصا للتعريف بموقع أوغاريت الحالي، تحت اسم ” رأس الشمرة ” مشيرا إلى انّ الحفريات الأثرية أظهرت أن الموقع كان مسكوناً منذ منتصف الألف السابع قبل الميلاد، ويتضح من خلال النصوص التي ظهرت أنه كانت توجد علاقات بين أوغاريت وإبلا وماري وألالاخ . كما يبدو أن جبيل( لبنان) كانت ذات شأن، فقد قامت بينها وبين مملكة ” أور ” في بلاد الرافدين علاقات طيبة.
وهناك، بالإضافة إلى النقوش الكنعانية الفينيقية – يقول الدكتور مرعي في مؤلفه – حوليات الملوك الآشوريين الذين قاموا بحملات متعددة على المدن والمناطق السورية المختلفة، التي تعطي معلومات متنوعة عن أحوال تلك المدن والمناطق، كما أن بعض المؤرخين الإغريق والرومان، كتب عن الكنعانيين الفينيقيين، ولكن كتاباتهم تأتي في زمن متأخر، وفيها شيء من الخيال والأسطورة.
The post تسمية الدكتور عيد مرعي عضواً في مجلس الآثار بسوريا appeared first on يوميات في دمشق.
from يوميات في دمشق http://bit.ly/2Gwirb4