أما مدينة جرمانا في ريف دمشق التي كانت أكثر من غيرها من مناطق ريف دمشق تتسم بكثرة المخالفات لعدة أسباب، أهمها أنها الأقرب إلى مدينة دمشق مقارنةً مع غيرها في ريف دمشق، فذلك ما جعلها الأكثر استقطاباً للمهجرين، ولتكون أكثر ازدحاماً عدة أضعاف عن السابق، ليؤثر ذلك بشكل سلبي سواءً في البنى التحتية أو في الواقع الخدمي، وتكثر فيها الأبنية المخالفة والعشوائيات، حيث كشفت مصادر في ريف دمشق أن جرمانا سجلت منذ بداية الأزمة حتى تاريخه حوالي 800 ضبط!، وأن كامل الضبوط تم تحويلها إلى إدارة قضايا الدولة وصدرت أحكام بها، ونسبة كبيرة من المخالفين، الذين تمت محاكمتهم، أضابيرهم موجودة في الأدراج لدفع مخالفاتهم، لكن لم يلتزم أي أحد منهم بدفع ما عليه! ونوه المصدر بأنه سابقاً كانت الغرامة المالية على المتر الواحد 500 ليرة، بينما منذ عام 2017 أصبحت الغرامة عشرة آلاف ليرة لكل متر لبناء مخالف، وأن أكثر الأماكن التي تم بناء المخالفات فيها هي دف الصخر والمزارع، بينما في بقية المناطق من جرمانا وزعت الأبنية المخالفة بشكل مشتت في كل من: النهضة، القوس، القريات، كشكول، حي التربة وخلف الفرن الآلي وغيرها.
وأوضح المصدر أنه أثناء الأحداث لجان الهدم «ما كانوا يسترجوا يهدموا»! -على حد تعبيره- لعدة أسباب أهمها القذائف التي كانت تُوجّه إلى جرمانا بكثرة حينها، والأمر الآخر أن المخالِف نفسه كان «يلم حواليه حاشيته» ويهجم على البلدية، مؤكداً أن هذا السبب الذي أدى إلى أن تكون المعالجات أكثرها ورقية فقط لا غير!، وأضاف: مثلاً عام 2013 في إحدى الحوادث، ذهبت لجان الهدم لتنفيذ القانون وهدم أحد الأبنية المخالفة ضمن أملاك عامة، لكن المخالف حينها أطلق النار عليهم! إضافة إلى تعرض القائمين على البلدية للتهديد، وأيضاً رميهم بالحديد والبلوك أثناء قيامهم بواجبهم القانوني.
وبيّن المصدر أنه أيضاً كان هناك خطأ من بعض رؤساء البلديات الذين كانوا يغضّون النظر عن بعض المخالفات مقابل مصالح مادية، وتم إعفاؤهم وإحالتهم إلى القضاء، لافتاً إلى أن الضبوطات المخالفة ليس شرطاً أن تكون بسبب نقص في المواد، وإنما الضبوط تسجَّل بسبب العشوائية في البناء من دون ترخيص!.
وأشار المصدر إلى أن الآثار السلبية لكثرة الأبنية المخالفة هي أن السكن العشوائي يصبح أكثر من اللازم، ما ينتج عنه زيادة في استهلاك الكهرباء، وزيادة القمامة وسوء الصرف الصحي بسبب الازدحام المتزايد، وأيضاً هناك أبنية أساساتها مبنية على أنها تتحمل طابقين، لكنّ الذي عُمّر فيها خمسة طوابق فأصبح عليها ضغط كبير.
ولفت المصدر إلى أنه كان من الأكثر جدوى للبلدية منذ البداية توسيع المخطط التنظيمي، فهنالك عدد من البلديات قام بفتح الشوارع وتخديم المناطق وتوسيع مخططها التنظيمي لاستيعاب الازدحام من دون أن يؤدي ذلك إلى كثرة العشوائيات المخالفة، منوهاً بأنه كان هناك مخطط تنظيمي لجرمانا منذ عام 2015 ومن المفروض تطبيقه، لكن الذي كان يحصل اعتراض أحد من «الواصلين» من ذوي «السلطة المادية» على المخطط لأنه عارض مصالحه، لتتم إعادة تخطيطه من جديد ليعترض «أحد الواصلين» أيضاً، وهكذا دواليك!.
The post 800 مخـالفة تم ضبطها في جرمانا منذ بداية الأزمة! appeared first on يوميات في دمشق.
from يوميات في دمشق https://ift.tt/2TEDYH1