لم يعد مقبولاً تحول بعض شوارع الأحياء الشعبية والأوتوسترادات إلى حلبات استعراض لسائقي الدراجات النارية وتصرفاتهم الرعناء التي باتت تُهدد حياة الناس المارة، وما يتسببون به أيضاً من إزعاج وقلق في ساعات متأخرة من الليل، فهدير تلك الدراجات يقتل السكون ويغتصب راحة المواطنين.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تدخل إلى سوق كشكول في ريف دمشق، وهو سوق مكتظ بالمواطنين، تجد راكبي الدراجات النارية يتحدون أمان المواطنين وسلامتهم، ولو تعلمون كم الحوادث التي وقعت في ذلك السوق وسببت أذىً وأضراراً بشرية، ورغم ذلك لم يتعظ سائقو الدراجات ولم يتوبوا عن ممارسات اللهو، مع العلم أن القرارات الصادرة عن الجهات المعنية تمنع ركوب دراجة نارية غير مرخصة، حتى وإن كانت مرخصة فراكبها ممنوع عليه قيادتها ضمن شوارع المدينة.
وحتى لا نلقي اللوم على راكبي الدراجات وحدهم، فالجهات المعنية مسؤوليتها قمع كل ما يهدد سلامة وأمن المواطنين، وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن وضع حد لممارسات سيئة باستخدام الدراجات النارية، إلا أنها كانت ولا تزال تقوم بإجراءات خجولة، كحملات لا تستمر أكثر من ساعة تجري فيها مصادرة عدد من الدراجات المخالفة، وهذا ما جعل أصحاب الدراجات لا يُعيرون اهتماماً لتلك الإجراءات ولا يحسبون لها حساباً، فتحول هؤلاء إلى «زُعران » همُهم الوحيد التنفيس بممارسات أصبحت تُشكل خطورة بالغة على الناس الآمنين، الأمر الذي يدعو جميع الجهات ذات العلاقة إلى رفع وتيرة الإحساس بالمسؤولية تجاه تطبيق أقسى إجراءات الحفاظ على السلامة العامة، وعدم التهاون في تطبيق الأنظمة والقوانين.
النقل الداخلي «العملاق»!
يبدو أن ملف النقل الداخلي بدأ يخسر أسهمه من حصة اهتمام القائمين على تنظيم شؤونه، فالازدحام وقلة الباصات أمران يفرضان إيقاعهما بقوة، وسرعان ما تحضر المسوّغات إذا ما سألت عن الأسباب، أما الحلول فلا تزال ضائعة بين تصريح يتحدث عن استيراد باصات جديدة، وأخرى عن فشل مناقصة، أما الشركات الخاصة فهي آخر المهتمين، وما يعنيها هو رفع تعرفة الركوب ولديها من التسويغات ما لا يُحصى ويقنع أصحاب الشأن.
وكما جرت العادة، أي تحرك لحل ملف ما، تسبقه كارثة سرعان ما تصبح مادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي، إذ من غير المقبول ولا المعقول أن نرى باصاً واحداً يقل أكثر من 100 راكب، ونحن نعلم أن أي خط سير ضمن مدينة دمشق يحتاج أكثر من 10 باصات ولكل باص طاقة استيعاب، ولكن الشركات الخاصة تُفضل أن تبقى باصاتها متوقفة في المرائب على أن توظفها لنقل المواطنين، فعملية حساب التوفير والربح لديها بسيطة، أما حساب ما لا تُحمد عقباه فهو غير وارد في دفاتر مدخولاتها، ولا إفساح المجال لدخول شركات جديدة على خط الاستثمار وارد في حسابات المعنيين، وكأن في الأمر احتكاراً…!!!
The post غزل على الناعم «زعران» الدراجات النارية appeared first on يوميات في دمشق.
from يوميات في دمشق http://bit.ly/2S60mZI